الاثنين، يوليو 28، 2008

الشاعر إسماعيل حسن قيثارة الشعر في السودان

الشاعر الكبير إسماعيل حسن قيثارة خالدة

إدمنتون : أحلام إسماعيل حسن
ahlamhassan@live.ca

مما لا شك فيه أن الشاعر الكبير الراحل المقيم إسماعيل حسن شاعر مجيد وفنان عبقري ....ملأ الدنيا وشغل الناس بأشعاره وقصائده الغنائية العاطفية والوطنية التي لا تعد ولا تحصى فتوج نفسه بقصد أو غير قصد أميرا لشعراء السودان أو شاعر الأمة كما يقولون ، ليس فقط بسبب أغانيه العاطفية التي تغنى بها عمالقة الطرب في السودان ، بل بسبب إرتباطه وإنحيازه القوي بابناء شعبه ، ومن هنا كان حنينه الدائم للأرض والنيل للوطن والشعب الذي أعطاه كل خفقة من قلبه الكبير .
نشأ وترعرع في قرية صغيرة لا تكاد تذكرها كتب التاريخ والجغرافيا ، إنها قرية البار القريبة من جلاس عام 1929 ، وكان يحلو لأمه حدالزين أن تناديه " سماعين " وليس إسماعيل وذلك لحبها العميق لوالدها سماعين ، وعلى الرغم من أنه من جلاس إلا أنه كان يردد أنه من شرق كورتي نظرا لتاريخها ومعاركها التي يحفظها التاريخ ، وعندما هاجر والد اسماعيل إلى مصر وإلتحق بحرس الحدود ، كانت تلك بداية رحلة إسماعيل حسن إلى مصر لمواصلة دراسته إلى أن تخرج من المعهد الزراعي بمصر.
ثم عاد إسماعيل إلى السودان بعد أن تسلح بالعلم وبالفهم العميق لمعنى الأرض والإرتباط الوثيق بالشعب والوطن ، كانت عودته محطة فارقة في كل حياته عندما إلتحق بالبنك الزراعي في السودان وصار يتنقل من وظيفة إلى أخرى في إطار العلم والحلم الكبير الذي ربطه بالأرض فعمل في عدة مشاريع زراعية مكتسبا خبرة وفهم متطور لإمكانيات بلاده الزراعية ، وقد كافأه أبناء جيله على تلك الحميمية بإنتخابه عضوا في مجلس الشعب في عهد مايو لعدة دورات بدا من سنار والشمالية ، لم يكن وقتها يبحث عن الجاه والسلطان والثراء وإنما خدمة لمواطنيه لمزيد من الحرية والإنعتاق ، فربط بوعي شديد بين مهامه الوظيفية والسياسية ومهامه الأكبر كشاعر.
وكان أن تغلبت شاعريته على مهامه ومسؤولياته السياسية والإجتماعية فانصرف كلية للشعر والغناء والإنشاد في حضرة الوطن والشعب الذي أحبه :
بــــــــلادي أنـــــا
بلاد ناسا في أول شئ
مواريثهم كتاب الله
وخيل مشدود
وسيف مسنون حداه درع
وتقاقيبهم تسرج الليل مع الحيران
وشيخا في الخلاوي ورع
وكم نخلات تهبهب فوق جروف الساب
وبقرة حلوبة تتضرع وليها ضرع
وساقية تصحّي الليل مع الفجراوي
يبكى الليل ويدلق في جداولو دمع
يخدر في بلادي سلام
خدرة شاربي موية النيل
تزرد في البوادي زرع
بلادي أنا بتشيل الناس وكل الناس
وساع بخيرها لينا يسع
وتدفق مياه النيل علي الوديان
بياض الفضة في وهج الهجير بتشع
بلادي سهول بلادي حقول
بلادي الجنة للشـافوها أو للبرة بيها سمع
بلادي أنا بلاد ناساً تكرم الضيف
وحتى الطير يجيها جيعان
ومن أطراف تقيها شبع
بلادي الصفقة والطنبور
وبنوتاً تحاكي الخيل
يشابن زيي جدي الريل
وشبالن مكنن في طريفو ودع
بلادي أمان بلادي حنان
وناسها حنان يكفكفوا دمعة المفجوع
يبدوا الغير علي ذاتهم
يقسموا اللقمة بيناتهم
ويدوا الزاد حتى إن كان مصيرهم جوع
يحبوا الدار يموتوا عشان حقوق الجار
ويخوضوا النار عشان فد دمعة
وكيف الحال كان شافوها سايلة دموع
ديل أهلى البقيف في الداره وسط الداره وأتنبر
وأقول للدنيا ديل أهلي
عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارة
ديل أهلي ديل قبيلتي لما أدور أفصل للبدور فصلي
أسياد قلبي والإحساس
وسافر في بحار شوقم زمان عقلي أقول بعضى
ألاقيهم تسربوا فى مسارب الروح بقو كلي
محل قبلت ألقاهم معايا معايا زي ضلى
لو ما جيت من زي ديل كان أسفاي وآمأساتي وآذلي
تصور كيف يكون الحال
لو ما كنت سوداني وأهل الحارة ما أهلي
تصور كيف !!!؟
الشاعر إسماعيل حسن مواطن سوداني فوق العادة ، قدم لهذه الأمة العظيمة عصارة أدبية ساهمت بلفت النظر إلى تراث سوداني أصيل باللغة العربية الفصحى وبالعامية السودانية المحببة ، وذلك بما قدم من شعر إفتخر به ديوان الشعر العربي داخل وخارج وطنه الشامخ السودان العظيم .

الأحد، يوليو 27، 2008

الطيب محمد الطيب - صور شعبية

العلامة الباحث الراحل الطيب محمد الطيب من مواليد عام 1934م، بمدينة الدامر المقرن، ويعد من ابرز وأميز الرواة، والباحثين، والموثقين، حيث قدم عصارة جهده، وفكره في البحث عن المعارف في شتي ضروبها، والتراث السوداني في مظانه المختلفة، ويعتبر مرجعاً تاريخياً مهماً للتراث الشعبي ببلادنا، وقدم للمكتبة السودانية مئات الكتب، والبحوث عن الأماكن، والأحداث والشخصيات التاريخية والاجتماعية التي شكلت نسيج المجتمع السوداني، إضافة إلى البرامج التلفزيونية، والإذاعية، ومن أشهر البرامج التلفزيونية التي اشتهر بها خلال العقود الثلاثة الماضية برنامج (صور شعبية)، وكثيراً ما تجاوز الطيب محمد الطيب في سبيل البحث والتقصي حدود الوطن إلي خارجه للبحث عن كل ما يتعلق بالسودان، وطاف جميع أرجاء العالم شارحاً للتراث الشعبي السوداني وتمدد عطاؤه للعديد من الجامعات، والمعاهد، والمنتديات، والأندية في الريف والحضر السوداني، وحصل علي أكثر من درجة دكتوراه فخرية تقديراً لاسهاماته..وقد كتب الطيب محمد الطيب الشعر ايضاً، ومن نتاجه قصيدة عن الثورة الفلسطينية التي يقول مطلعها (أنا غنيت لي فتح) وتغني بها الفنان الشعبي الكبير بادي محمد الطيب.ويعتبر الراحل من أبرز الباحثين في التراث السوداني ومرجعا تاريخيا وألف الراحل الطيب أكثر من 10 كتب في مجال التراث الشعبي والديني في السودان والدول المجاورة، كما كتب عشرات البحوث في تلك المجالات، ومن أشهر مؤلفاته كتاب «الإنداية» وتعني في التراث الشعبي الموروث مكان صناعة وبيع المشروبات الروحية المحلية في السودان، تناول فيه خفايا وأسرار «الانداية» وتاريخها، كما ألف كتاب «المسيد»، وهو مكان تحفيظ القرآن في السودان، وكلفه إعداد المادة طواف كل إرجاء السودان سيرا على الأقدام وعلى ظهور الحمير والجمال.وظلت الدولة السودانية على مر العهود تعتمد الطيب في تنقيح القضايا التراثية والشعبية وما يتعلق بالطرق الصوفية والروايات الشفهية من الاقاصيص التراثية والشعر والغناء من الأقاصي، وظل الطيب يكتب بانتظام في الصحافة السودانية مركزا على القضايا الشعبية والتراثية، ويعتبر من اهم كتاب مجلة «الحياة» (67 ـ 1970).

الاثنين، يوليو 14، 2008

مهرجان السودان للموسيقي بشيكاغو

مهرجان السودان للموسيقي 10 يوليو 2008 م - شيكاغو - (صور وفيديو)
نظمت الجالية السودانية بيشكاغو مهرجان السودان للموسيقي بمشاركة كوكبة من الفنانين السودانيين الذين قدموا الحان رائعة في حضور جماهيري للجالية السودانية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
والمسرح الذى إقيم فيه هذا الحفل بنى حديثا قبل أربعة اعوام .... فى هذه الحديقة التى تقع فى أهم شارع فى مدينة شيكاغو ... و هو شارع ميتشغان ...و شارع ميتشغان أهم ما فيه ما يسمى بال Magnificent Mile على بعد ربع الميل من الحديقة.

(شارك فى تصميم هذا الميل و تجميل الشارع البروفيسور المعمارى محجوب النميرى ) صمم هذا المسرح بإمكانيات صوتية تجعل توزيع الصوت متساو أينما جلس الشخص ..يسع لآربعة ألف شخص جلوسا و سبعة ألف وقوفا ، نفس الحديقة فيها نافورة تسمى نافورة باكنجهام يتم التحكم فيها من مكان ما فى ولاية فلوريدا ... و تغلق باصطحاب الموسيقى ليلا ...و فيها أيضا مرأة ضخمة فى شكل بندقة ..و أيضا شاشتين ضخمتين بهما مسارات للمياه ... و هاتان الشاشاتان بهما صور لأشخاص عاديين من المدينة تتغير كل دقيقةاو دقيقتان .
ورغما عن الأمطار كان الحضور....أمريكان بمختلف سحناتهم و ألوانهم ...سودانيون بمختلف سحناتهم و ألوانهم و وأعمارهم ...من الشمال .. من الجنوب .. من الشرق ... من الغرب ... لم تكن بينهم فواصل ... رقصوا أمام المسرح.

كان الغناء أيضا متنوعا فيه التراث والأصالة السودانية الخالصة .. من الشمال النوبي ومن الجنوب ... من الشرق و من دارفور ..و من الوسط.... وإبدع الموسيقيين السودانيين وسط هذا التمازج الفريد من التراث .... محمدية ... البلابل ..

الموصلى ....السقيد.. أحساس .. بانقا .. لدينمو و أدروب...كل الأذواق كانت موجودة ... واستمتع الجميع بهذا الحفل
الرائع وقضوا وقتاً طيباً في صفاء موسيقي جميل .

الأربعاء، يوليو 09، 2008

خلل امني خطير كان يهدد الانترنت

تعبئة للشركات الكبرى للمعلوماتية
لمواجهة خلل امني خطير كان يهدد الانترنت
9 يوليو 2008م ...
سان فرنسيسكو: قامت الشركات المعلوماتية الكبرى في العالم ومن بينها مايكروسوفت وصن مايكروسيستمز وسيسكو بتحركات عاجلة في الاشهر الاخيرة لتصحيح خلل امني خطير كان يهدد شبكة الانترنت العالمية ، وستوزع هذه الشركات خلال الاسبوع الجاري على نطاق واسع "برنامجا تصحيحيا" (باتش) لهذا الخلل.
وكان الخبير في امن الشبكة دان كامينسكي اكتشف منذ حوالى ستة اشهر هذا الخلل المتعلق بنظام اسم النطاق (دي ان اس) النظام المركزي الذي يربط عناوين المواقع بالصفحات المخزنة على موزع خدمات عن طريق ارقام مشابهة لارقام الهاتف ، وقد دعا المجموعات الكبرى الى اجتماع وقد عملت سرا ولاشهر من اجل التوصل الى حل لهذه المشكلة.
وسيوزع البرنامج التصحيحي على الشركات والافراد على شكل عملية تحديث اوتوماتيكية للانظمة ، وكان الخلل يمكن ان يسمح لقراصنة باعادة توجيه اي عنوان على الشبكة الى مواقع اخرى يختارونها والتحكم بذلك بحركة الشبكة العالمية.
ويكمن الخطر خصوصا في امكانية ان يقوم محتالون بتوجيه مستخدمي الشبكة بدون علمهم الى مواقع خاطئة لمصارف مثلا للحصول على ارقام بطاقاتهم المصرفية او غيرها من المعطيات الحساسة. وكان يمكن لقرصان بذلك ان يسرق بريدا الكترونيا او اي نوع آخر من المعلومات.
وقال كامينسكي: "لم نقم من قبل باي عملية امنية على هذا المستوى". وفتح هذا الخبير موقعا بعنوان "دوكسبارا.كوم" ليسمح لمستخدمي الشبكة باختبار مدى ضعفهم امام هذا الخلل ، وصرح الخبير الامني ريتش موغول من مجموعة "سيكوروسيس" في مؤتمر عبر الهاتف انها "مشكلة اساسية تحكم كل بنية الانترنت". واضاف انه بتحويل الى عنوانين اخرى "نحصل على الانترنت ولكن ليس الشبكة التي نتوقعها" .
وقال: كامينسكي ان "القلق مبرر ولكن لا داعي للذعر لاننا كسبنا الوقت اللازم لاختبار وتطبيق البرنامج التصحيحي" ، وكان كامينسكي و16 خبيرا آخرين من جميع انحاء العالم التقوا في آذار/مارس في مقر مايكروسوفت في ريدموند في شمال غرب الولايات المتحدة للعمل على حل هذه المشكلة في تعاون لا سابق له ، وبشكل عام يقوم خبراء امن الشبكة بابلاغ الشركات بالتفاصيل المتعلقة بحالات الخلل التي يكتشفونها لكن كامينسكي فضل العمل سرا هذه المرة وتحذير الجميع نظرا لاهمية المسألة.
وقال: اكتشفت هذا الخلل مصادفة بينما كنت ابحث عن شىء لا علاقة له بامن الانترنت موضحا ان هذا الخلل لا يؤثر على مايكروسوفت وسيسكو وحدهما بل الجميع". وتجنب ذكر اي تفاصيل تقنية خوفا من ان يستخدمها قراصنة.
وهي المرة الاولى التي تقرر مجموعات المعلوماتية الكبرى اطلاق برنامج تصحيحي متزامن مما يسمح بحماية معظم مستخدمي الشبكة. ولن تنشر التفاصيل التقنية قبل شهر من الآن وهو الوقت الذي يحتاجه وضع "الباتش" ، وبثت مايكروسوفت الثلاثاء هذا البرنامج بشكل تحديث لبرنامج التشغيل ويندوز.

الثلاثاء، يوليو 08، 2008

رؤية حول تقاليد وعادات الزواج في السودان

يبدأ اهتمام المجتمع السوداني بالفتاة بمجرد أن ‏تبلغ سن الثالثة عشرة، فتقوم الأم بتعليمها كيفية تصفيف شعرها الى ضفائر كثيرة ، وهو أشهر ما يميز المرأة السودانية، ثم تدرج إلى تعليمها دروس الطهي ‏ ‏وأهمها "الكسرة"، وهي عجينة من الذرة توضع في إناء خاص يسمى "الصاج".‏ ‏ وخلال هذه الفترة الحرجة بالنسبة للفتاة الصغيرة يقل خروجها بشكل عام، ويعني ذلك أن الفتاة بلغت سن الزواج، ويعتبر بمثابة ‏دعوة للشباب للتقدم للزواج منها .‏‏ وللزواج السوداني العديد من العادات المتفردة التي بدأ بعضها في الاندثار في ‏ظل التطور العام، ولكن معظمها لا يزال باقيا في الريف ووسط الأسرة التقليدية، وقد ‏ساهم تماسك النسيج الاجتماعي على استمرار معظم عادات الزواج في المجتمع السوداني.فطلب يد الفتاة للزواج له أصول وترتيبات، فالشاب عندما يسمع أن الأسرة الفلانية لها بنت في سن الزواج يرسل لها امرأة لتصف له ملامحها وأوصافها ‏ أولا، وبعد أن يوافق وتوافق أسرة الشاب على ‏اختياره، يتولى والده مهمة إبلاغ والد الفتاة الذي عادة ما يطلب إمهاله مدة ‏أسبوعين للتشاور مع الأسرة، وخلال هذه الفترة تجري مشاورات لمعرفة إن كان هناك من ‏يريدها من أبناء عمومتها، وإن لم يوجد تعطى الموافقة.‏ وقبل تحديد موعد للزفاف، تأتي أم العريس ومعها بناتها المتزوجات وأخواتها إلى ‏والدة العروس لتطلبها مرة ثانية من أمها، ويأتي إعلان الموافقة بعبارة معهوده وهي: ‏"خير وألف خير، أعطيتك البنت لتكون ابنة لك وزوجة لابنك" وبعد سماع هذه الجملة ‏ ‏تقوم أم العريس بوضع مبلغ رمزي من المال، وهذه العادة تسمى "فتح الخشم" أو "قولة ‏خير" أي تقديرا لوالدة العروس التي رحبت بأهل العريس وقالت لهم قولا طيبا.‏ ‏وتنطلق بعد ذلك الاستعدادات للزفة الكبرى، حيث تقوم أسرة العريس بتقديم ‏ما يعرف بـ (الشيلة) لأسرة العروس، وهي عباره عن مهر العروس من المال ‏والملابس والعطور والذهب وكافة المأكولات التي ستقدم للضيوف في يوم العرس، وعند إحضارها يتم تحديد موعد عقد القران.‏وتقوم والدة العروس بحبس ابنتها مدة تصل لثلاثة أشهر في داخل غرفة لا تصلها ‏فيها الشمس، وتحفر لها حفرة عميقة يوضع بداخلها إناء فخاري كبير تدس داخله أعوادا ‏من أشجار "الطلح والشاف" وتشعل فيها نارا هادئة لتجلس العروس على حافة تلك ‏الحفرة بعد أن تخلع جميع ملابسها، وتلتف بقطعة كبيرة من قماش الصوف الوبري الخشن ‏تسمى "الشملة" ويمسح جسمها بزيت خاص ولا تقوم من تلك الحفرة حتى يتصبب منها العرق ‏ ‏بكميات كبيره لمدة تتجاوز الساعتين، وتسمى هذه العادة "بالدخان"، وهي عبارة عن حمام ‏ ‏بخار، وتداوم العروس خلال هذه الفترة على فرك جسدها بعجينة من الذرة والزيت تسمى ‏"اللخوخة" لنعومة البشرة وصفائها.‏ وأثناء فترة حبس العروس تقوم والدتها وخالاتها وعماتها بإعداد العطور الخاصة ‏بها، وهي أنواع متعددة من المسك والعنبر والصندل والمحلب وغيرها، وتصنع من هذه ‏ ‏المواد عطر قوي الرائحة يسمى "الخمرة"، ثم يجهز عطر يتكون من عطور خام مغلية بزيت خاص، ثم تعد لها حبات الدلكة وهي قطع من عجين القمح ‏ ‏والمسك معطرة في شكل دوائر لتدليك الجسم.‏‏ وقبل ثلاث ليال من يوم الزفاف تجهز الغرفة التي بها العروس إيذانا ببدء مراسم ‏وضع الحناء ونقشها على يديها وقدميها من قبل امرأة متخصصة بهذا العمل تسمى ‏"الخنانة"، وتشمل تجهيزات الغرفة وضع "جريد النخيل الأخضر" الذي تزين به الجدران ‏في أشكال بديعة، ثم تفرش أرضية الغرفه بسجاد أحمر اللون، ويؤتى بسرير من الخشب ‏ ‏المخروط يوضع فوقه بساط من سعف النخيل يسمى "البرش" مطلي باللون الأحمر، وتجلس عليه العروس ‏مرتدية الثوب السوداني المعروف، ويكون أيضا أحمر اللون، وتوضع أمامها صينيه خاصة ‏مزينة بالورود الحمراء تعرف بـ "صينية الجرتق" عليها صحن مخلوط فيه الحناء ‏وزجاجات من الصندلية والمحلبية والسرتية، وهي مواد تستخدم في وضع الحناء، وتبدأ ‏ ‏الحنانة في نقش أشكال مزخرفة جميلة، وأثناء الرسم تغني صديقات العروس أغنية مشهورة ‏"العديل والزين".‏ولا يقتصر وضع الحناء للعروس فقط، بل توضع كذلك للعريس قبل يومين من ‏‏ليلة الزفاف على أنغام الغناء الشعبي، ويرتدي الزي الشعبي "الجلابيه والسروال ‏الطويل والشبشب الأبيض" ويقوم أصدقاؤه خلال الحفل بإعلان تبرعاتهم المالية ‏للعريس، ويطلق عليها"الكشف"، وهي تفوق بعض الأحيان تكاليف الزواج وما أنفقه العريس ‏في التجهيزات الأوليه لزواجه.‏‏ ويأتي اليوم المحدد لعقد القران يكون في منزل أهل العروس، حيث تذبح الخراف ‏والثيران، وتقام مأدبة كبيره تحتوي عادة على اللحوم والخضر بأنواعها المختلفة، ويتم ‏عقد القران عادة في أقرب مسجد لمنزل أسرة العروس، ويكون عقب صلاة العصر، وبعدها ‏تطلق بعض الأعيرة النارية من جهة الرجال، يقابله صوت الزغاريد من جهة النساء ‏ ‏وصرخات الأطفال وهم يلتقطون قطع الحلوى والتمر التي تقذف في الهواء.‏ وفي المساء تبدأ ليلة "الدخلة" التي ينتظرها العريس بشوق وتترقبها العروس بشيء ‏من الخوف والحياء، وتبدأ طقوسها بـ (لبس العروسة) ويكون في غرفة مغلقة، وتقوم امرأة ‏تدعى ‏"المزينة" بعملية نظافة كاملة للعروس، وتساعدها في ارتداء ثوب الرقص، وهو فستان ‏قصير جدا وبدون أكمام ومفتوح الصدر من قماش فضي لامع يسمى "السكر سكر" لبياضه ‏ونعومته، ثم تزين بالحلي الذهبية من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، وأهم زينة العروس ‏في هذه الليلة "الرحط"، وهو مجموعة من خيوط الحرير الحمراء اللامعة توضع في شكل ‏حزام على خاصرة العروس، ثم تغطى بثوب من القماش الأحمر به العديد من تشكيلات ‏ ‏الألوان الزاهية يسمى "الفركة والقرمصيص" وقبل خروجها تتعطر بجميع العطور التي صنعت ‏خصيصا لهذه الليلة، ثم تخرج وتجلس بجوار عريسها لتبدأ طقوس "الجرتق"، حيث توضع "الضريرة" وهي مسحوق من العطور الجافة على رأس كل منهما، ويتبادلان بعد ذلك "بخ ‏اللبن" على بعضهما تفاؤلا من الأهل بأن حياتهما الزوجية ستكون بيضاء نقية خالية ‏ ‏من المشاكل، ثم تخلد العروس للراحة بعيدا عن عين ورقابة العريس حتى تأخذ ‏راحتها من التعب الحاصل بسبب الجلوس للزينة، وبعدها تخرج مع عريسها إلى المنزل في موكب كبير من الأهل، وبدخولها عش الزوجية السعيد يتفرق الأهل والأحباب ‏بعد وداع العروسين بدموع الفرح والدعوات الصالحة بحياة هانئة رغدة .

الآثار الســودانية في متاحف العالم

المتحف المصري - جامعة كارل ماركس - لايبزج
يحتوي المتحف على مجموعة آثار أخذها ريتشارد لبسيوس من النوبة بعد عمل البعثة الملكية البروسية في الأعوام 1842-1846، وتشتمل تلك الآثار على جدار كامل من مصلى أحد الأهرام المروية. بالاضافة الى آثار نوبية أخذتها بعثة جامعة فينا التى أشرف عليها هيرمان يونكر، تشتمل هذه المجموعة بخاصة على مواد رائعة من ثقافة المجموعة الثالثة.
متحف برلين- شارلوتينبورج
يضم هذا المتحف العديد من القطع التى أخذتها من السودان البعثة الملكية البروسية التى ترأسها ريتشارد لبسيوس. من بين أكثر الموضوعات شهرة تمثال كبش من جبل البركل، وتمثال ملك نيتة أرماتيلكو (حوالي 580-560 ق.م.)، وتمثال الملك نستاسن (حوالي 300 ق.م.). كما وتضم مجموعة هذا المتحف نصف الكنوز الذهبية الشهيرة الخاصة بملكة مروي الكنداكة أماني شاخيتي والتى نهبها الطبيب الإيطالي فرليني بعد أن دمر هرمها مع أهرام أخرى في البجراوية في 1833 بالديناميت بحثاً عن الكنوز.
متحف وقاعة عرض بوسطن
يحتوى هذا المتحف على مواد من مواقع نوبية عديدة بما في ذلك مصنوعات فخارية وأساور من المحار من كشتاماني، وموضوعات صغيرة جمعت من الفترة النبتية من جبانة صنام (الضفة المقابلة لجبل البركل) في موسمي 1912-1913، ومن موقع المدينة المصرية في سيسبي في موسم 1936-1937. كما ويضم المتحف وقاعة عرضه مجموعة مصنوعات فخارية، وأعمال من الحجر، وموضوعات صغيرة، وأعمال نسيج من قصر إبريم في الأطراف الشمالية للسودان القديم (النوبة المصرية حالياً).

متحف بروكلين للفنون

يضم متحف بروكلين للفنون واحدة من أكثر المجموعات المرموقة للفن المصري في الولايات المتحدة الأمريكية. بعض المعروضات مجلوبة من النوبة المصرية وبعضها يرجع لفترة السيطرة السودانية على مصر (الأسرة 25).

متحف فيتزوليام

يضم المتحف مجموعة رائعة من التحف الفنية المصرية، مع بعض الموضوعات النوبية ومجموعات من عصر السيادة السودانية على مصر (الأسرة 25).

متحف بيبودي جامعة هارفارد للآثار والاثنوغرافيا

يحتوي المتحف علىمجموعة أدوات صنعية نوبية عثر عليها جورج رايزنر، الى جانب مصنوعات من مواقع مماثلة من ليبيا والسودان.

جامعة همبولدت ، برلين
يضم معهد آثار السودان بجامعة همبولدت مجموعة متميزة من الشظايا المعمارية، والمصنوعات الفخارية، ومواد آثارية دراسية من أعمال التنقيب الآثاري التى نفذتها الجامعة في موقع المصورات الصفراء (السودان) منذ الستينات من القرن العشرين.

متحف ليفربول

يحتوي على مجموعة موضوعات من أعمال التنقيب المبكرة التى نفذها جون جارستانج في مروي (البجراوية) (1910-1912).

متحف الميتروبوليتان للفنون

يضم متحف الميتروبوليتان للفنون (نيويورك) أروع مجموعة مصرية موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه يحتوي على موضوعات نوبية قليلة. العديد من القطع، على أية حال، ترجع الى عصر السيادة السودانية على مصر (الأسرة 25)، وتصور العديد من الموضوعات النوبيين.

متحف كارولوس: جامعة اموري

تتفاوت المجموعة في متحف ميشيل س. كارلوس بجامعة اموري من أدوات وموضوعات من الأزمان ما قبل الأسرية حتى عصر السيادة الرومانية على مصر مع تركيز على المواد الجنائزية.

متحف اللوفر، باريس

يضم متحف اللوفر أروع المجاميع المتحفية المصرية وأكبرها في العالم خارج مصر. المجاميع النوبية فيه محدودة. لكن توجد العديد من الموضوعات المصرية التى صُنعت إبان السيادة السودانية على مصر (الأسرة 25).

متحف الفنون والتاريخ، جنيفا

يحتوي المتحف على مجموعة هامة من المكتشفات الى حققتها بعثة جامعة جنيفا منذ الستينات، في المعبد الكوشي في تبو وفي موقع كرمة، بالقرب من الجندل الثالث. تغطي المادة كل مراحل تاريخ السودان القديم من مرحلة ما قبل التاريخ حتى العصر المسيحي.

متحف الفن والتاريخ، بروكسل

تقتني بروكسل مجموعة رائعة من ابداعات الفن المصري القديم، مع بعض الموضوعات النوبية وموضوعات من عصر السيادة السودانية على مصر (الأسرة 25).

متحف ومركز الفنانين الآفرو-أمريكيين

يمثل متحف ومركز الفنانين الآفرو-أمريكيين مركزاً دائماً لعرض القطع المستعارة من الأهرامات الملكية في نوري، وكذلك لإعادة تركيب لوحات ملونة ومنحوتة من غرفة الدفن في مدفن الملك أسبالتا (حوالي 600-580 ق.م.)، بما في ذلك نموذج مصنوع من الزجاج المغزول الليفي الشكل لتابوته الذى يزن 12 طناً، وهو التابوت الذى لازال يُحتفظ به في متحف بوسطن للفنون الجميلة

متحف بوسطن للفنون الجميلة

يمتلك متحف بوسطن للفنون الجميلة أكبر مجموعة من الموضوعات الفنية والتحف من النوبة والسودان في الولايات المتحدة الأمريكية. كانت بعثة هذا المتحف باشراف جورج رايزنر قد نقبت في العديد من المواقع في النوبة المصرية (1906-1907)، وفي الحصون والقلاع المصرية في الجندل النيلي الثاني (1928-1932)، وفي أكبر مدن السودان القديم- كرمة (1913-1915)، ونبتة (1916-1920) ومروي- البجراوية - (1920-1924). نتيجة أعمال التنقيب تلك، نالت بعثة المتحف نصف ما تم اكتشافه من آثار منقولة، وبلغت تلك النسبة آلاف القطع لتى اشتملت على أعمال نحت صروحية وتماثيل ضخمة لملوك السودان القديم. شملت تلك النسبة فيما شملت تابوت الملك السوداني أسبالتا (600-580 ق.م.) والذى يزن 12 طناً والنقش الأطول المعروف حتى الآن باللغة المرَّوية. كما اشتملت النسبة على كنوز ملوك السودان وملكاته الذين حكموا مصر والتى تم الكشف عنها في مدافنهم بـ الكرو. وتحتوي المجموعة على المحتويات الجنائزية- مجوهرات ذهبية، وتمائم من الفايانس، والمصنوعات الفخارية، والأواني الحجرية، والمصنوعات الزجاجية، وأهم المصنوعات الإغريقية والرومانية المستوردة- المكتشفة في نوري ومروي (البجراوية).

المتحف الوطني، وارسو

تحتوي مجموعة المتحف الوطني في وارسو على جزء من اللوحات الجدارية التى تم ترميمها بعد فصلها عن جدران كثدرائية فرس القروسطية خلال أعمال إنقاذ آثار النوبة في الستينات. الجزء الآخر منها موجود بمتحف الآثار القومي للآثار في الخرطوم.

متحف الآثار الوطني، أثينا

لا يمتلك المتحف الوطني للآثار في أثينا مقتنيات من السودان، لكنه يمتلك موضوعين هامين من فترة السيادة السودانية على مصر (الأسرة 25) تمثال من البرونز في وضع ركوع للملك السوداني أسبالتا، وتمثال رائع من الصفائح البرونزية لسيدة سودانية اسمها تاكوشيت (أي،"الفتاة الكوشية)، مطعم بالفضة .

المتحف الوطني للفن الأفريقي في واشنطون

يمتلك المتحف الوطني للفن الأفريقي مجموعة للروائع الأفريقية من العديد من بلدان القارة. ويعرض أيضاً مجموعة مستعارة من متحف بوسطن للفنون الجميلة، التى تقدم تاريخ كرمة القديمة وحضارتها، وهى العاصمة المفترضة الأولى للسودان القديم وأقدم مدينة معروفة في أفريقيا حتى الآن.

متحف اسكتلندا الوطني

أدنبرة جارستانج لجامعة ليفربول في مروي - البجراوية - (1910-1912) وموضوعات أخرى من أعمال التنقيب التى نفذتها جامعة اكفورد في السودان (1935-1938).

متحف معهد الدراسات الشرقية جامعة شيكاغو

يمتلك متحف معهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاغو مجموعة هامة للغاية من الآثار السودانية، إذ يحتفظ بالارشيف الفوتغرافي الأقدم للصروح السودانية، والتى التقطها برستد في عامي 1906-1907، بالاضافة الى مجموعة آثارية دراسية هائلة لبعثة جامعة شيكاغو الى السودان في ستينات القرن العشرين.

متحف بوزنان للآثار، بولندا

يحتوي متحف بوزنان للآثار على مجموعة دراسية هامة خاصة بالبقايا ما قبل التاريخية في مواقع سودانية، نقبت فيها بعثة المتحف.

متحف أونتاريو الملكي، تورنتو، كندا

يمتلك متحف أونتاريو الملكي مجموعة موضوعات أثرية مصرية وسودانية هامة، بما في ذلك إعادة تركيب لبعض المناظر البارزة المصبوبة في قوالب بلاستيكية والتى تصور بعثة الملكة حتشبسوت الى بلاد بونت (الساحل السوداني/الاريتري). تمت عملية الصب في قوالب في القرن التاسع عشر وهى تعيد تركيب وثيقة هامة في تاريخ الاستكشاف الأفريقي في القرن الخامس عشر ق.م.

متحف الآثار بجامعة ليفربول

يحتوي هذا المتحف على سجلات أعمال التنقيب، والصور الفوتغرافية، والمواد الآثارية من أعمال التنقيب التى أجراها جون جارستانج وجامعة ليفربول في مروي - البجراوية - (1910-1912).

متحف الدولة للثقافة المصرية، ميونخ

الى جانب مجموعة الفن المصري الرائعة ، يضم هذا المتحف أيضاً نصف المجوهرات الذهبية المنهوبة من مدفن الملكة المرَّوية أماني شاخيتي، والتى نهبها المغامر الإيطالي جيوسبي فرليني في عام 1833 بعد أن عرض قمم اهرام البجراوية للتدمير باستخدام الديناميت بحثاً عن الكنور الملكية، وقد تم شرائها لاحقاً لمتحف ميونخ من قبل ملك بافاريا .

متحف السلطان على دينار

يحتل المتحف القصر السابق للسلطان على دينار في الفاشر. يعرض المتحف موضوعات ذات صلة بفترة السلطان على دينار (حتى 1916)، كما ويعرض المتحفمجموعة منتقاة من الآثار التى تلقي الضوء على مراحل مختلفة من تاريخ السودان.

متحف الأشمولين للفنون والآثار، اكسفورد

يضم متحف الأشمولين باكسفورد الكثير من الموضوعات السودانية من عصر نبتة من أعمال التنقيب التى نفذها جريفيث في فرس وصنام في 1912، بما في ذلك تماثيل، ولوحات بارزة، وبعض اللقيا الصغيرة من معبد صنام وجبانتها. كما يحتوي المتحف أيضاً على الكثير من المواد التى عثر عليها ايمري وكيروان في معابد كوة (جم آتون) في الثلاثينات من القرن العشرين.

متحف شيكان، الأبيض

صمم هذا المتحف بمدينة الأبيض خصيصاً لتمجيد معركة غابة شيكان التى حققت فيها جيوش التحرير المهدوية نصراً استراتيجياً هاماً على جيوش الغزو الاستعماري. تحتوي المجاميع على نماذج من الأسلحة البيضاء، والبنادق، وموضوعات صغيرة أخرى التى تم العثور عليها في أرض المعركة. كذلك يعرض المتحف العديد من القطع الأثرية التى تغطي مراحل مختلفة من تاريخ السودان.