الاثنين، يونيو 30، 2008

علم الاجتماع الطبي

منذ العقد السابع من هذا القرن ، بدأ الاهتمام بعلم الاجتماع الطبي يتزايد وينضج كمجال جديد من مجالات بحوث العلوم السلوكية ، ومع ذلك فلا يزال هذا المجال الجديد يتميز بعدد من الاهتمامات والمداخل ووجهات النظر. وقد أصبح العلم في السنوات العشر الأخيرة أكثر اختلافاً عن ذي قبل ، بفعل الحاجة المتزايدة إليه. وزيادة اهتمام المجتمع بمشكلات الرعاية الصحية ، وأسلوب أدائها ، والسياسة الصحية. أضف إلى ذلك أن تقدم المعرفة الطبية ، وتكنولوجيا الطب ، وتزايد مسئولية الدولة عن الرعاية الصحية ، وتحمل تكاليفها المرتفعة ، يثير اهتمام البلدان المتقدمة والمتخلفة على السواء ، بكيفية التنظيم الأمثل للقوى البشرية والمصادر الصحية المحدودة في المجتمع .تعريف علم الاجتماع الطبي ومجالات اهتمامه: نظراً للحداثة النسبية لعلم الاجتماع الطبي ، فإن بعض الباحثين - أمثال بلوم وجيل وتوادل - يتساءلون: هل نحن الآن في موقف يسمح لنا بتعريف هذا العلم تعريفاً نهائياً ، وإذا أجبنا ، لزم البحث عن إجابة عن سؤال آخر يبحث عن بداية الاتجاه نحو إجراء الدراسة على ما نسميه بعلم الاجتماع الطبي ، سواء كان صادراً عن اهتمام أصيل ، أو عن مجرد رضا عن تلك الأبحاث .
إن علم الاجتماع الطبي مجال للتداخل العلمي والاعتماد المتبادل بين علوم متعددة ، ولا يستفيد هذا العلم الجديد من جهود ودراسات علماء الاجتماع وعلماء النفس الاجتماعي فقط ، بل يستفيد أيضاً من جهود الباحثين في مجال الطب والصحة العامة وعلماء الأوبئة واقتصاديات الصحة والأطباء المهتمين ببحث ودراسة الأدوار التي يؤدونها . ويقدم علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي وجهات نظر فريدة حول الممارسة الطبية ، وخاصة وأن مجال الطب يفتقد المفهمات النظرية الأصلية والكفوءة، ولهذا يضطلع علم الاجتماع وباقي العلوم الاجتماعية بتقديم وجهات نظر ، ومفاهيم ومصطلحات متقدمة تسمح لنا بتراكم كفء للمعرفة ، وتحديد دقيق لبؤرة البحث ، وتقديم أولويات بحوث المستقبل في علم الاجتماع الطبي.وعلى هذا فإن علم الاجتماع الطبي يمثل مجالاً مشتركاً بين الطب وعلم الاجتماع ، ويمثل من ناحية أخرى مجالات أخرى للبحث التطبيقي. وقد لعب التعاون المشترك بين الأطباء وعلماء الاجتماع دور في انتهاج مدخل علم الطب واختراق مجاله لاستكمال الطريق ، والوصول إلى مداخل لمشروعاتهم التي كانت تطابق أغراضهم وتخضع لتخطيطاتهم.ومن هنا يُعرف ميكانيك علم الاجتماع الطبي بأنه (( مجموعة الجهود الرامية إلى تطوير الأفكار السوسيولوجية في داخل سياقات الأنساق الطبية ، وإلى دراسة القضايا التطبيقية الهامة فيما يتصل بعمليات المرض ورعاية المريض ..وإذا كان الطب يهتم بقضايا الصحة والمرض ، وعلم الاجتماع يدرس البناء الاجتماعي ، فإن علم الاجتماع الطبي إذن يمثل حلقة الوصل بين العلمين ، الاجتماع والطب. بمعنى أنه يدرس قضايا الصحة والمرض في ضوء علاقتهما بالنظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ومن هنا يتحدد تعريفنا لعلم الاجتماع الطبي بأنه : (( الدراسة السوسيولوجية لقضايا الصحة والمرض ، وتناول المستشفى كنسق اجتماعي وثقافي. وفحص علاقة المريض بالقوى العاملة الطبية وبالمؤسسات العلاجية كما يحددها البناء الاجتماعي والوضع الطبقي)) ومن موضوعات علم الاجتماع الطبي نجد أنه يدرس العوامل الاجتماعية للمرض ، وعلاقة الطبيب بالمريض ، والطبقة الاجتماعية والخدمات الصحية ، والتنظيم الاجتماعي للمستشفى ، وأساليب الاتصال ، والالتحاق بالعمل الطبي والدافعية ، والتعليم الطبي وغيرها.

ليست هناك تعليقات: